>





ألقى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، عظة فى قداس عمل "الميرون المقدس"، اليوم الأربعاء، بدير الأنبا بيشوى، أكد فيها أن الأعمال الروحية هى أساس الحياة، وأن الإنسان إذا تمادى فى الناحية المادية ازداد قلبه جفاء.

وقال البابا، فى عظته: "نصلى اليوم باشتراك الآباء المطارنة والأساقفة لإعداد وتقديس زيت الميرون حيث إنه حدث هام يقابله فى الأهمية إقامة البطريرك والأسقف".

وأضاف: "هذه هى المرة الوحيدة فى الميرون الذى يصلى فيها سفر النشيد فهو لا يُقرأ فى أية مناسبة أُخرى، كما قلت لكم فهو سفر الكاملين، أو البالغين ويُقرأ فى الميرون، ويعتبر وجود وتقديس الميرون فى الكنيسة هو علامة النفوس المكرسة، والسيرة العطرة للإنسان".

وتابع: "أيضًا، الميرون يرمز إلى عمل الرحمة.. زمان لم يكن هناك أدوية تخفف آلام الإنسان فكان زيت الزيتون فى الأساس هو الدواء الوحيد، وكان يدهن به الإنسان، وله مناسبات كثيرة فى الكتاب المقدس فكأن عمل الميرون إشارة إلى ثلاثة مظاهر فى حياتنا كلنا".

واستطرد البابا: "النفوس المكرسة :كلنا بنترشم بالميرون مرة واحدة وهو السر الثانى بعد سر المعمودية بنترشم فى أجزاء من الجسد 36 رشم، وبيصير للإنسان الملاك الحارس الذى يحرسه وبيصير الإنسان محروسًا بقوة الصليب وبقوة زيت الميرون فى كل أجزاء جسده وبثباته فى الوسائط الروحية .. كلنا نلنا التكريس العام تقدسنا، وتخصصنا وصرنا ملكًا للسيد المسيح بعد ذلك فى مسيرة حياتنا. كلٌ يختار الطريق الذى يسلكه".

وتابع البابا: "السيرة العطرة: الميرون كله روائح عطرة وزيوت عطرية رمزًا لسيرة الإنسان العطرة لهذا السبب عند الاحتفال بالقديسين نستخدم الحنوط الذى كله مواد عطرية، وكأننا نقول لهذا القديس أن سيرتك عطرة، تعيش معنا موجودة حتى لو كان انتقالك منذ قرون، وقرون كمثال قديسنا الأنبا بيشوي ونحن فى ديره من القرن الرابع الميلادى، حين نضع الحنوط بروائحه العطرية كأننا نقول سيرتك عطرة تعيش معنا فى القرن الـ 21، فالميرون هو دعوة يومية أن تكون حياتك حياة بهذه السيرة العطرة".


واستطرد: "دعوة لعمل الرحمة: الميرون 27 مادة عطرية نباتية الأصل مضافة إلى زيت الزيتون فهو كله زيوت فى زيوت... الزيت يرمز فى أحد معانيه إلى عمل الرحمة.. الإنسان حاليًا، من كثرة تعامله مع المواد الجافة والأجهزة التى تملأ حياتنا صار قلبه جافًا قاسيًا وكل ما الإنسان ازداد فى الحياة المادية كلما أصبحت حياته جافة تخلو من الروح".

وتابع: "القلب القاسى هو الذى لا يعرف الرحمة. ويبتدئ الإنسان يزداد من درجة إلى درجة إلى أن يصل إلى سواد القلب ممتلئًا بالخطية، وهو الذى نعبر عنه فى الصوم الكبير بالمولود أعمى فهو لا يرى، ولا يعرف، ولا يفهم، ولا يتمتع بالنور. لهذا فزيت الميرون هو دعوة لعمل الرحمة .. الزيت معروف أنه ملطف مهدئ ناعم للغاية. كن إذًا رحيمًا ، وكن مثل الزيت .. طوال الصوم الكبير نصلى، ونقول: "طوبى للرحماء على المساكين".

واستطرد البابا تواضروس فى عظته: "هذه هى المعانى الثلاث التى أود أن تقفوا أمامها، ونحن فى مناسبة تقديس الميرون .. النفوس المكرسة وهو السيرة العطرة والقلوب المملؤة رحمة".

وتابع: "خلصنا زيت الميرون فى 8 أوعية كبيرة تحوى فى حدود 600 كيلو ستحضر قداسات من الآن وفى يوم اثنين شم النسيم نضع الخميرة وتحضر قداسات الخماسين المقدسة، والأوانى ستنقل وتوضع فى شرقية الهيكل بعد القداس".

هذا الخبر منقول من : مبتدأ

إرسال تعليق Blogger


 
Top